أعتقد أن الحصول على فرصة أخرى مرة تلو المرة يحدث الكثير من الفرق في حياة الكثير من الأشخاص
تجربة غازي القصيبي في كتابة حياة في الإدارة يمثل العمود الذي دوما ً ما كنت أفكر به
و أبحث عنه كي أجعل طريقي الذي يتجه نحو الحياة الوظيفية أقوى و أكثر سماكة من قبل.
هذا الطريق الذي سكله و تنقله الدائم بين وظيفة و أخرى ساعد كثيرا ً في تكوين مفهوم ثقافة عامة و عميقه لدى شخصه
ليستطيع أن يقدم و يدفع عجلة التقدم حتى لو كانت الشخصية للأمام
هذا التعاقب الوظيفي الذي يشهده الشخص يجعله قادرا ً على توسيع مداركه و مسؤولياته و رؤيته المستقبليه
و يسهم في تكوين حصيلة من المعارف و الأفكار و الرؤى و القرارات
التي تجعل من تكوين شخصيته مقعد جدا ً مثقف جدا ً واسع جدا ً واقعي جداً بسيط جدا ًواثق جداً ..
دوما ً ما كنت أتعجب من قدرة الأشخاص الدائمة لترديدهم شعار لا تعمل إلا بمجال دراستك
و كنت أحسبها خاطئة و أثبت لي الأستاذ أنها خاطئة حقا .
التعاقب الوظيفي الذي شهدته حياة غازي القصيبي مثير جدا, و تلك العفوية في التنقل و التعارف بأعلى طبقات المجتمع تمثل الجزء الكبير من شخصه الأبيض
التصور الذي يـُبـنى لعالم شاسع من شخص واحد و يغدو قيد التحول لواقع ملموس
هي عملية فخرية و قد تكاد تكون أكثر من ذلك
الكتاب الذي يتبقى منه الثلث الأخير و يجتاحني الفزع كلما حاولت قرأته و الإنتهاء منه , يعتبر بمعاييري التذوقية كتاب جميل جدا
و قيم جدا ً اليوم أخشى أن أنهي الكتاب و لا يعود بإمكاني قرأته من جديد بهذه السرعة
و لم تحصل لي هذه الحالة سوى بسبع كتب سابقة ..
المعرفة التي نستخرجها من الكتب القيمة و نجعلها واقعا ً في حياتنا العملية تجعلنا أكثر قوة و أكثر إدراكا ً لعواقب خياراتنا و قراراتنا و أكثر ثقة في عملية شبه المحاكاة التي تغرسها فينا هذه الكتب لأنها من التجارب التي يمكن تطبيقها عمليا ً على أرض الحياة العملية
رحمك الله يا أستاذ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق