الاثنين، 26 ديسمبر 2022

يا علي وحشتني

 


حزني الذي أفرغه رويدا رويدا كي لا أقع

أمكنتك يا علي
صوتك
نكتك الهابطة
نظرتك تلك المُحبة التي تفلت من وحش سكنك رغما عنك
وجهك يا علي تلمسته أخيرا
و كاد قلبي أن ينفطر حينها
ثمة شامات انتشرت على وجهك
حول عينيك هناك شامتان و فوق خدك شامة بعيدة
كيف ما استطعت ان احتضنك منذ زمن
و لا أتحسس وجهك و لا جسدك و لا أشتم رائحتك و لا أسرح بوجهك دون أن تكسر نظرتي نظرتك و انشغل بالفضاء ! 
كيف كبر و شاخ خوفي منك و أنت لا تعلم !
كيف ظننت أنك من المسلمات و أنك لا تقهر !
اليوم عبرت من طريق الجامعة و تذكرت هذا الطريق كم سلكناه سويا
أنا يا أبي كنت أحبك و أخشاك
و خوفي طغى على عقلي فما عدت أرى سوى الغضب
كيف رحلت هكذا سريعا ؟
رحيل لا يليق بك و لا بضجيجك ولا  بصوتك

و لا بضحكتك
و لا بوسعك
غدوت يتيمة يا حبيبي
و قلبي

أبي الذي عبرت معه عالم للفن و الحفلات و المقابلات و المجلات
باب فتحته لي على مصراعيه 
عالم ملئ بالألوان
بالأصوات

كنت صديقي منذ زمن طويل
و كنت أحبك لأنك لم تحكم علي يوما مهما حدث
كبرت يا أبي و توغل بداخلك ذات الوحش
كسرطان انتشر
و كأنك رحلت لداخلك معلنا  الحرب عليه ، و تركت جسدك ينتظرك تعود
و ييدو أنه ابتلعك و انتصر
و بقي منك فتات رجل سيذكر التاريخ أنه جابه الصعاب وحده  ما اشتكى .
كنت خير معين
****

أتعلم يا حبيبي اتصالاتي لمكتبك في الهاتف  لتسديد فاتورةالانترنت
كنت أشعر بفخر و انت تخبر صديقك أن ينتهي منها سريعا
دكتورة كنت دايما تناديني الدكتورة
مجلة زهرة الخليح كلما حل كاظم على غلافها أتيت لي بها
ووكنت تخبرني أنك تحبه لأنه يشبه فريد محترم و فنه لم يكن هابطا و لأني أحبه
كنت تتحدث كثيرا صوابا
كنت كثير الحديث عن التوازن و التعامل  في العلاقات 
و كنت أراك عظيما
و لولا ما كنت آراه منذ صغري  ما كنت غريمي و الله
كان أكثر مما كنت أحتمله
كان كثيرا على طفلة أن تسمع و تشاهد و تتبول على نفسها خوفا
أ تعلم استمر هذا التبول حتى الجامعة و الله
منذ أن وضعتني على طرف تلك النافذة  و انا لم أعد أنا يا أبي
كنت صديقي حيناً
و غريمي حيناً
و لكني كنت أحبك
و كنت تحبني
أعلم
نعم أذكر رحلات طريق المطار
نعم اذكر رحلاتنا لجدة

نعم اذكر الطائرة
نعم اذكر وجهك حينها
كنت بخير
كنت علي
يكسرنا غياب الأحبه يا أبي 
يقض مضجعنا
و لا نستطيع أن نبكي
تهزمنا الذاكرة و الأمكنة و رائحة التبغ 
أنا اشتقت لوجهك يا حبيبي
و يا له من اشتياق

.

يا علي وحشتني

  حزني الذي أفرغه رويدا رويدا كي لا أقع أمكنتك يا علي صوتك نكتك الهابطة نظرتك تلك المُحبة التي تفلت من وحش سكنك رغما عنك وجهك يا علي تل...