الثلاثاء، 26 أبريل 2011

قرأة لكتاب الأمير



أعود لأتحدث عن كتاب الأمير الذي شغل وقتي بالكامل لمدة أيام على التوالي و كأني أتلكأ لكي لا أصل للجزء الأخير الذي يروي في خاتمته مقولة ابن خلدون المشهورة " الخير هو المناسب للسياسية"


الكتاب يتحدث عن كيفية التحلي بالسياسة الإجتماعية و السياسية و النفسية في آن واحد دون النظر إلى الأمور بطريقة منصفة إلى الحد الذي تلحق فيه الضرر بقادات الدول أو أفراد الشعب , و ينظم عملية نظرة القيادة إلى أفراد الشعب بكافة فئاتها من عسكر إلى البسطاء من الناس و يصف بأسلوب سلس كيفية تعامل الأمير مع جميع هذه الفئات دون أن يضر بذاته محذرا ًمن التساهل بقوة الأفراد البسطاء .



بالطبع الكتاب أورد الكثير من الأمثلة التي تصف كافة الأوضاع و نتائج هذه الأمثلة مستندا ً على حقائق تاريخية لا مجال للجدل بها و كيف أن رؤيته الصريحة للحكم تثبت ذلك .



يقول في أمور الدفاع عن الدولة " القوات المسلحة التي يعتمد عليها الأمير في الدفاع عن ممتلكاته إما أن تكون خاصة به أو مرتزقة أو رديفا ً أو مزيجا ً و المرتزقة و الرديف قوات غير مجدية بل ينطوي وجودها على خطورة كبيرة و إذا اعتمد أحد الأمراء في دعم دولته فلن يشعر قط بالإستقرار أو الطمأنينة أن هذه القوات غالبا ً ما تكون مجزأة و طموحة لا تعرف النظام و لا تحفظ العهود و المواثيق تتظاهر بالشجاعة أمام الأصدقاء و تتصف بالجبن أمام الأعداء "



و يقول " لقد أقر الحكماء دائماً أن ليس هناك اضعف من الإنسان الذي يعتمد في قونه على قوة الآخرين و قوات الإنسان الخاصة هي تلك المؤلفة من مواطنيه أو من اللذين يعتمدون عليه "



و يقول شارحا ً الطريقة التي يجب على الأمير أن يسير فيها بالنسبة إلى رعاياه و أصدقائه " الطريقة التي نحيا فيها تختلف كثيرا ً عن الطريقة التي يجب أن نعيش فيها , و أن الذي يتنكر لما يقع سعيا ً منه وراء ما يجب أن يقع إنما يتعلم ما يؤدي إلى دماره بدلا ً من أن يؤدي للحفاظ عليه "



"إن التعمق في درس الأمور يؤدي للعثور على أن بعض الأشياء التي تبدو فضائل تؤدي إذا اتبعت إلى دمار الإنسان ,بينما هناك بعض الأشياء تبدو كرذائل و لكنها تؤدي إلى زيادة ما يشعر به الإنسان من طمأنينة و سعادة ॥الكراهية قد تنجم عن الأعمال الطيبة بقدر ما تنجم عن الأعمال الشريرة "



و الكتاب الحقيقة يجب أن يدرس في المدارس العامة والقطاعات العسكرية على وجه الخصوص لما يحويه من قيمة فكرية قد تنظم عملية سير و تحليل البيانات لدى الشباب تجاه الحياة و المجتمع و الدولة بشكل عام ।و لما يحويه من حقائق توضح حق كل طرف على الآخر و النظرة التحليلية الصحيحة لكافة أنواع التصرفات و ما يتنج منها ।



الكتاب يبعث على الراحة و الإمتاع سُعدت جدا ً بالتعمق فيه و أتمنى أن ينول على إعجابكم .



ليست هناك تعليقات:

يا علي وحشتني

  حزني الذي أفرغه رويدا رويدا كي لا أقع أمكنتك يا علي صوتك نكتك الهابطة نظرتك تلك المُحبة التي تفلت من وحش سكنك رغما عنك وجهك يا علي تل...